إنه لحدث وطني كبير، حدث شهر للغة العربية؛ بمناسبة اليـــوم العالمي للغة العربية (18) ديسمبر من كل سنة. حدث الاحتفاء باليوم العالمي للغـــة العربية في الجزائر يدوم شهراً من 20 نوفمبر إلى 20 ديسمبر، وهذا بإقرار معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الذي فتح للمجلس أبواب الجامعات والمخابر لإحياء المناسبة بما تستحقه اللغة العربية من قيمة رمزية وعلمية وحضارية هي وقفات يحييها المجلس الأعلى مع مؤسسات الدولة، ومع بعض الفئات من المجتمع المدني والجمعيات الثقافية التي تعمل في خدمة الشأن العام وبعض البلديات التي لها السبق بالاحتفاء بهذا اليوم في جو علمي رصين. والحقيقة إن اللغة الوطنية ممارسة يومية، فهي تحيا بين ناطقيها ومتعلميها ومعلميها وتحتاج منهم أن يهتاجوا لمن يهزمها ويطعن فيها، ويبعث الفشل في أنفس المتعلمين ويثير الفتن كي لا تنال موقعها. وللأسف نجد أمة تهتاج لهزيمة في الرياضة، ولكنها لا تحرك شعرة للهزائم الصناعية وللإخفاقات الثقافية واللغوية. تلك أمة نريد أن تفيق ولا تزال تعزف على الفقر المصطلحي للعربية وعلى ضعف الجانب العلمي، وعدم وجود الإبداع. وكان حقاً على تذكيرهم بمقولة أحد زعماء الثورة التحريرية الذي كان يُحفز الشعب والمسبلين على ضرورة الثورة وكانت حجتهم قلة السلاح ولا نملك ما يملكه العدو وأجابهم: تحولوا إلى مجاهدين تأتكم الأسلحة والسلاح الأول هو أن تؤمنوا بالواجب وضرورة القيام به.